طور نفسك
كان عبد الله رجلا متحمسا ..لكنه تنقصه بعض المهارات..
خرج يوما من بيته الى المسجد ليصلي الظهر..
يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين..كان يحث خطاه خوفا من ان تقام الصلاة قبل وصوله الى المسجد..
مر اثناء الطريق بنخلة في اعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل باصلاح التمر..
عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة..وكأنه ماسمع أذانا ولاينتظر إقامة..فصاح به غاضبا:انزل للصلاة..
فقال الرجل بكل برود :طيب..طيب..
فقال:عجل ..صل ياحمار..
فصرخ الرجل:انا حمار..ثم انتزع غسيبا من النخلة ونزل ليفلق به رأسه..
غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه.. انطلق يعدو الى المسجد
نزل الرجل من النخلة غاضبا..ومضى الى بيته وصلى وارتاح قليلا ..ثم خرج الى النخلة ليكمل عمله..
دخل وقت العصر وخرج عبد الله الى المسجد..مرّ بالنخلة فاذا بالرجل فوقها..فغير اسلوب تعامله..
قال:السلام عليكم..كيف الحال..
قال:الحمد لله بخير..
قال:بشر..كيف الثمر هذه السنة..
قال:الحمد لله..
قال عبد الله:الله يوفقك ويرزقك..ويوسع عليك..ولايحرمك اجر عملك وكذلك لاولادك..ابتهج الرجل لهذا الدعاء..فأمن على الدعاء وشكر..
فقال عبد الله:لكن يبدو انك بشدة انشغالك لم تنتبه الى اذان العصر..والاقامة قريبة..فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة..
وبعد الصلاة أكمل عملك..الله يحفظ عليك صحتك..
فقال الرجل:ان شاء الله..ان شاء الله..
وبدأ ينزل برفق..ثم اقبل على عبد الله وصافحه بحرارة ..
وقال :اشكرك على هذه الاخلاق الرائعة..أما الرجل الذي مر بي الظهر فيا ليتني اراه لأعلمه من الحمار؟..
نتيجة…
مهاراتك في التعامل مع الاخرين..
على أساسها تتحدد طرقة تعامل الناس معك..