ﺃﺻﻴﺐ ﺻﺒﻲ ﺷﺎﺏ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻭﺃﺩﺧﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻼﺟﺎ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎ ﻭﺇﺷﻌﺎﻋﻴﺎ.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﺮﻩ
ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺑﻞ ﻣﻦ
ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺑﺮﺃﺱ ﺍﺻﻠﻊ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺮّﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺑﺎﺭﻭﻛﺔ ﺃﻭ ﻗﺒﻌﺔ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺸﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ. ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻣﺮﺍ ﻓﺎﺟﺄﻩ
!
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ
ﻳﻘﻔﺰﻭﻥ ﻭﻳﻬﺰﺟﻮﻥ ﻣﺮﺩّﺩﻳﻦ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ:
ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻌﻮﺩﺗﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ!
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺼﺪّﻕ ﻋﻴﻨﻴﻪ.
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺣﻠﻴﻘﻲ
ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ!
ﺃﻻ ﻳﺴﺮّﻧﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻳﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﻨﺎ
ﻭﻳﺘﻠﻤﺴﻮﻥ ﺁﻻﻣﻨﺎ ﻭﻳﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ
ﻳﻀﺤﻮﺍ ﺑﺄﻱ ﺷﺊ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺃﻭ ﺭﻣﺰﻳﺎ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﺣﺘﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻯ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ؟