صادقون في زمن القبض على الجمر
سأخط لكم اليوم بقلمي قصة حقيقية حدثت قبل أيام مع مواطن أمين صادق مع الله..
أبو محمود مواطن صالح، ورب أسرة مكونة من خمسة أفراد، كان يوما في سوق المشتريات الذي يعرف اليوم «بالمول».
تسوق أبو محمود هو والعائلة في المول، واشترى مستلزمات الحياة اليومية، من طعام وشراب وحاجيات لأسرته، سلم النقود للمحاسب واستلم وصلا بالمشتريات وغادر المكان متوكلا على المنان الذي رزقه قوت عياله،
ثم ذهب في اليوم الثاني الى مكان عمله، وجلس على مكتبه بعد أن أخرج ما في جيبه ليراجع الوصولات والفواتير الخاصة بعمله، فوقعت فواتير شراء الحاجيات من المول في يده، وأخذ يقرأها، ليجد فيها عدم ذكر بعض الحاجيات التي اشتراها «
فهنالك ثلاث دجاجات وأغراض أخرى لم يتم ذكرها، وقال في نفسه: أو يأكل أولادي شيئا لم أدفع ثمنه، لا ولله لن أطعمهم حراما أبدا وتذكر قول الله تعالى : إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا (58) سورة النساء
وغادر أبو محمود المكان من فوره، مستقلا سيارته، ذاهبا الى المول» وهنالك راجع قسم المحاسبة ونبههم الى وجود خطأ في الحساب وان لهم في ذمته مبلغاً من المال، فشكر المحاسب أبا محمود على أمانته.
وأبلغ المدير الذي حمد الله على وجود الامانة، وشكر صنيعه وكافأه بأن أهداه مجموعة من الألعاب لأولاده هذا هو أبو محمود أغلق مكان رزقه عندما علم أن الأمر يتعلق بالأمانة.
هذا هو أبو محمود صادق أمين لن يطعم أولاده الا حلالا .
«عندما سألناه كم خسرت من المال في متجرك في هذا الوقت الذي غادرت فيه المكان، قال: لم أخسر شيئا، فقد نلت محبة الله «.
و ربحت ثقة الناس، ولأننا لا نتعامل مع الناس الا بصدق وأمانة فمعظم الزبائن من الصادقين، ينتظروني ريثما نعود».
ابو محمود مواطن أمين في وقت لا يبالي فيه الآخرون بالدينار كيف جاء.
أبو محمود وأمثاله موجودون لكنهم قلة، نريد لهؤلاء القلة التكاثر حتى يعلموا الآخرين معنى الأمانة، حتى يعلموا المسؤول والتاجر والمهندس والعامل مهما كان أن الأمانة غالية، أغلى من المنصب ومن الوظيفة ومن كل شيء، لأنها سبيل للحشر مع الأنبياء والشهداء والصديقين..
أهل الأمانة هم الرجال الذين نريد ….لأنهم يحملون الامانة تاجا على رؤوسهم.
هم الذين يؤمنون على الأموال والأنفس والأعراض. وهذه هي الأمانة تتربع على عرش الأخلاق في زمن القبض على الجمر.
تم النشر سابقا في الجريدة الرنعيش في زمان قال عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم «يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي
والامانة والصدق في التعامل من أولويات القابضين على الجمار.سمية