قصة جريج العابد
=========
عن أبي هريرة عن النبي -صل الله عليه وسلم- قال: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة, عيسى ابن مريم, وصاحب جريج, وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة, فكان فيها, فأتته أمه وهو يصلي, فقالت: يا جريج فقال:يا رب أمي وصلاتي, فأقبل على صلاته, فانصرفت, فلما كان من الغد اتته وهو يصلي, فقالت: يا جريج, فقال: يا رب امي وصلاتي, فأقبل على صلاته, فانصرفت, فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: يا جريج, فقال : اي رب أمي وصلاتي , فأقبل على صلاته, فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته, وكانت إمراة بغي يتمثل بحسنها, فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم, قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها, فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته, فأمكنته من نفسها, فوقع عليها, فحملت, فلما ولدت, قالت هو من جريج:, فأتوه فاستنزلوه, وهدموا صومعته, وجعلوا يضربونه, فقال ما شأنكم؟ قالوا زنيت بهذه البغي, فولدت منك, فقال اين الصبي؟ فجاءوا به, فقال: دعوني حتى أصلي, فصلى, فلما انصرف اتي الصبي, فطعن في بطنه, وقال: ياغلام, من أبوك؟ قال: فلان الراعي, قال : فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به, وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب, فقال : لا , أعيدوها من طين كما كانت , ففعلوا).
عبر وفوائد الحديث:
===========
1- بيان أثر عقوق الوالدين وترك برهما والإستجابة لأمرهما, وأن ذلك قد يكون سببا لمصائب قد تحل بالإنسان , كما وقع لهذا العبد الصالح.
2- إنجاء الله للعبد بصلاحه وتقاه, كما انجى جريجا وبرأه من التهمة التي رمي بها.
3- قدرة الله على إنطاق من لم يعهد النطق من أمثالهم, كما أنطق هذا الغلام الصغير, فبرأ جريجا.
4- شأن الصالحين أن يفزعوا إلى الصلاة عند نزول الكرب والبلاء.
5- لا يجوز المسارعة بتصديق التهمة من غير دليل ولا برهان.
(من كتاب صحيح القصص النبوي- للدكتور عمر الأشقر)