قصة ثمن المعجزة !
توﺟّﻬﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ
ﻧﻮﻣﻬﺎ،
ﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺣﺼﺎﻟﺔ ﻧﻘﻮﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺒﺌﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻱ
ﻓﻲ ﺧﺰﺍﻧﺘﻬﺎ،
ﺛﻢ ﺃﻓﺮﻏﺘﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭ ﺃﺧﺬﺕ
ﺗﻌﺪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﻮﺩ ﺧﻼﻝ
ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ،
ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﻋﺪﻫﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺛﻢ ﻫﻤﺴﺖ ﻓﻲ
ﺳﺮﻫﺎ :
“ﺇﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻛﺎﻓﻴﺔ، ﻭ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻷﻱ ﺧﻄﺄ؛ ” ﻭ
ﺑﻜﻞ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺃﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻟﺔ ﺛﻢ
ﻟﺒﺴﺖ ﺭﺩﺍﺀﻫﺎ، ﻭ ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ،
ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ
ﺩﺍﺭﻫﺎ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﺗﻪ
ﺻﺎﺑﺮﺓ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻣﻨﺸﻐﻼ ﻋﻨﻬﺎ،
ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺌﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻗﻄﻌﺔ
ﻧﻘﻮﺩ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺭﺑﻊ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻟﺔ،
ﻓﺄﻟﻘﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻒ
ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ؛ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﻘﻂ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺒﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﺎﺋﻪ : ﻣﺎﺫﺍ
ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ؟ ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ
ﺷﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ،
ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺍﺭﻩ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .. ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ
ﺑﺤﺪﺓ ﻣﻈﻬﺮﺓ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻧﺰﻋﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ:
ﺷﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺮﻳﺾ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺪﻭﺍﺀ
ﺍﺳﻤﻪ / ﻣﻌﺠﺰﺓ ،/ ﻭ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ.
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ:ﻋﻔﻮﺍً،
ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖِ ؟
ﻓﺎﺳﺘﺄﻧﻔﺖ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺔ: ﺷﻘﻴﻘﻲ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺃﻧﺪﺭﻭ، ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺭﻣﺎ ﻓﻲ
ﺭﺃﺳﻪ،
ﻻ ﺗﻨﻘﺬﻩ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﻌﺠﺰﺓ، ﻫﻞ
ﻓﻬﻤﺘﻨﻲ ؟؟؟ ﻓﻜﻢ ﻫﻮ ﺛﻤﻦ /ﻣﻌﺠﺰﺓ؟ /
ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻓﺪﻧﻲ ﺣﺎﻻ !
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﻣﻐﻴﺮﺍ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ
ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻌﻮﻣﺔ :ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺑﻴﻊ /ﻣﻌﺠﺰﺓ/
ﻓﻲ ﺻﻴﺪﻟﻴﺘﻲ ”!
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﻠﺤَّﺔ= : ﺇﺳﻤﻌﻨﻲ ِﺟﻴﺪﺍً، ﻓﺄﻧﺎ
ﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ،
ﻓﻘﻂ ﻗﻞ ﻟﻲ ﻛﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﻤﻦ “ !
ﻛﺎﻥ ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﻳﺼﻐﻲ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ، ﻓﺘﻘﺪﻡ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺳﺎﺋﻼ: ﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ /ﻣﻌﺠﺰﺓ/
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺷﻘﻴﻘﻚ ﺃﻧﺪﺭﻭ “ ؟
“ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﻐﺮﻭﺭﻗﺘﻴﻦ: ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ،
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺃﻥ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻣﺮﻳﺾ ﺟﺪﺍ ، ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻣﻲ ﺃﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ، ﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﻤﻠﻚ ﻧﻘﻮﺩﺍ ﺗﻐﻄﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭﺕ
ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﻧﻘﻮﺩﻱ .!
ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻲ ﻣﺒﺪﻳﺎً ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ: ﻛﻢ
ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮﺓ “ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﻣﺰﻫﻮﺓ = : ﺩﻭﻻﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺃﺣﺪ
ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺘﺎ، ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﺇﺫﺍ
ﺍﺣﺘﺠﺖ ”..!
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ: ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ، ﺩﻭﻻﺭ ﻭ
ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺘﺎ، ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺛﻤﻨﺎ ﻝ )ﻣﻌﺠﺰﺓ ( ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻘﻴﻘﻚ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺑﻴﺪ ﻭﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﺩﻩ
ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻟﻴﻘﺎﺑﻞ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺃﺭﻳﺪ ﺭﺅﻳﺔ
ﺷﻘﻴﻘﻚ ﺃﻳﻀﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﺭﻟﺘُﻦ
ﺃﺭﻣﺴﺘﺮﻧﻎ، ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ .
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﺎﺭﻟﺘﻦ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﻣﺠﺎﻧﺎً، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ
ﺗﻌﺎﻓﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﺗﻤﺎﻣﺎ ..
ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﺟﻠﺲ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺍﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻋﻦ
ﺗﺴﻠﺴﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﻛﺎﺭﻟﺘﻮﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﻋﻮﺩﺓ ﺃﻧﺪﺭﻭ
ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻭ ﻗﺪ
ﻏﻤﺮﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻓﻲ
ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ” : ﺣﻘﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ “ !
ﺛﻢ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ” : ﺗﺮﻯ ﻛﻢ ﻛﻠﻔﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ”؟
ﺭﺳﻤﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻋﺮﻳﻀﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺃﻥ /ﻣﻌﺠﺰﺓ/
ﻛﻠﻔﺖ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻭ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﺘﺎ.
.
.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺐ ﺍﻷﺧﺮﻳﻦ .. ﺻﺎﺩﻗﺎً .. ﻭﻧﺎﺑﻌﺎً
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ .. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ .. ﻭﻟﻦ
ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ..