رسالة هامة من أب لابنته في عرسها،
——————————————————-
….. ابنتي
——-
اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين … فى هذه الليلة سيظللك
سقف غريب فى بيت رجل غريب.
فى هذه الليلة سأقف عند سريرك النظيف فى بيتى فأجده خاليا من عطر الطهارة فوق وسادتك البيضاء.
و قد تنهمر الدموع من عيني لأول مرة فى حياتي ، فاليوم يغيب عن عينىّ وجه ابنتي ، ليشرق فى بيت جديد.
اليوم ينتقل شعوري وتنتقل أحاسيسي إلى أهل أمك يوم سلمونى ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابنى الآن ، و أن ما يعذبنى هذه الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض قلبى فى هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا.
و صدقينى يا بنيتى إنه لو كان لي ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمرى فى إسعادها ، كما أحب أن يفني زوجك عمره فى سبيل إسعادك.
….. ابنتي
فى هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم أجاوز الحاضر و أجابه المستقبل و أتمثلك واقفة أمامى تقولين << زوجى يضايقنى يا أبى >> فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم مني بك ، و الله غفور رحيم
و الآن . . دعينى أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التى يحسب الرجل أنها توفر له السعادة فى بيته الزوجى .
الرجل ـ يا صغيرتى ،
و الرجل يا ـ فلذة كبدى ـ يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصى على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة .
و الرجل ـ يا قرة عينى ـيفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم ، فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال .
و بعد . . يا بنيتي . .
إذا ثار زوجك فاحتضنى ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوي خطأه بالصبر ، و إذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض … و لا تنسي ـ يا عمري ـ أنك تاج لزوجك ، بيدك أن يكون التاج مرصّعا بالدر و الياقوت على رأسه ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس أبيك ، إن لم تحافظى على شرفك له دون سواه .
….. ابنتي
كونى له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، و كونى له مهادا يكن لك عمادا. و احفظى سمعه و عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا . . . و كوني كما نظم شاعر لزوجته قائلا :
خذى منى العفو تستديمى مودتي * و لا تنطقي فى ثورتي حين أغضب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبي و القلوب تقلــــــــــــــب
وأخيرا أسأل ربي أن يرعاك برضاه و أن يستقرّ لكما كل حبي