*{ حتى لاتزول المروءة }
كان فارس من العرب يجتاز على جواده بادية اشتد فيها القيظ , وتحولت رمالها إلى مايشبه الجمر ,
فلقي في طريقه رجلا ً كان يمشي على قدميه وهو حاف , فرق له الفارس , فنزل عن فرسه ,
ودعى الرجل الماشي للركوب على جواده , لكن هذا الماشي كان لصا ًمحترفا ً من لصوص الخيل ,
فما تمكن من ظهر الجواد حتى عدا به لايلوي على شيء ,فناداه صاحبه قائلا ً له : لقد وهبتك الجواد ,
فلن أسأل عنه بعد اليوم , ولكني أطلب ُ منكَ أن تكتم هذا الأمر عن الناس ,
كي لا ينتشر بين قبائل العرب , فلا يُغيث ُ القوي الضعيف , ولايرق الراكب للماشي ,
فتزول المروءة . فلما سمع اللص كلامه , أخذه الحياء , وأعاد الجواد إلى صاحبه , ولم يرضى أن يكون أول داع ٍ إلى القضاء على المروءة ..